اسكاون منطقة مهمشة و منبوذة لاجيال طويلة :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يعرف القاصي قبل الداني بان منطقة اسكاون عانت لعشرات السنين تهميشا ممنهجا من طرف الادارة و المسؤولين مند الاستقلال حتى مستهل الالفية الثالثة  لقد ظلت اسكاون معزولة بشكل لا يصدق عن العالم الخارجي بل حتى عن مقر الاقليم,اذ لا طرق معبدة ولا ماء شروب ولا كهرباء ولا بنيات تحتية ولا وجود لبنيات تربوية او صحية  حقيقة قادرة على اعطاء الاجوبة لانتظارات المواطنين بالمنطقة التي تمتد حتى جبل توبقال ..... الا ان الامور بدأت في التحسن انطلاقا من 2006 , اذ اخيرا ثم انجاز الشطر الثاني الخاص بمشروع تعبيد الطريق  ( تالوين اسكاون ) الا ان الشطر الاول ثم انجازه في بداية الثمانين , مما يدل على الاستهزاء والاستعلاء الذي عومل به اسكاون.....
فالطريق لا تزيد مسافته على 50 كلومتر........فبين الشطر الاول والثاني, كان على الساكنة الانتظار الممل والمستفز لمدة تزيد عن 24 سنة لتعبيد ما يربو على 25 كيلومتر ........ والمضحك ان الشطرين معا اصبحا في حالة مزرية اذ ان جنبات الطريق بدات تتاكل بشكل درامي, اما وسط الطريق فاصبح يمثل خطرا على السائقين لكثرة الحفر من جميع الاحجام ....
على اية حال فالصورة ليست قاتمة تماما, مما يعني بالا نعمل السوداوية او السلبية في نظرتنا للامور ...
فحاليا, يلوح في الافق بان الدولة بدات تلتفت لهذه المنطقة الواعدة .... اذ هناك مشاريع متكاملة ومندمجة لفك العزلة القاتلة وإعطاء اهمية متزايدة لحل المشاكل المستشرية باسكاون, الا ان الامور لا تسير بالسرعة المطلوبة بسبب الاختلالات الهيكلية فيما يخص العمل الجماعي لاسباب ذاتية وموضوعية مثلا تركيبة المكتب المسؤول حيث ان اغلب اعضاءه اميون, ضيق ذات اليد ومحدودية الامكانيات المادية وضعف استشراف القدرات المتاحة مما ينعكس على البرامج التنموية التي يقع اعتمادها
اي عدم القدرة على التخطيط والبحث عن الموارد الظرورية الخ ......... فكيفما كانت الامور فان اسكاون الان تتوفر على بنية مدرسية وتربوية نشطة رغم المشاكل العالقة والتي تتطلب حلولا مستعجلة كما ان القطاع الصحي يمكن القول انه يعمل لكنه في بعض الاحيان ان لم نقل اغلبها يصبح كابوسا مزعجا للسكان, فالادوية متوفرة لكنها يبقى من سابع المستحيلات تسهيل وصول المواطن الى الادوية الظرورية, مما يعتبر ضربا لاحد حقوق الانسان التي لا تقبل التصرف والتي يعمل المغرب بالسهر على توفيرها للمواطن كمكسب حق الاستشفاء وحق الوصول للدواء و نفس الطرح ينطبق على باقي المصالح الاخرى كفرع المكتب الجهوي للاسثتمار الفلاحي و مصلحة المياه و الغابات فالجميع ضحية مشاكل لاتعد و لا تحصى و السبب الاول و الاخير باد للعيان و يتمثل في محدودية الييات العمل و ضعف الاعتمادات المرصودة و مع ذلك لا يمكن ان ننكر بعض المجهودات الفردية الجبارة لبعض المسؤولين  الذين يحاولون الخروج بالوضع من عنق الزجاجة .
فعندما نعود لقطاع الصحة مثلا نلاحظ ان المركز الصحي لا يتوفر الا على سيارة اسعاف وحيدة كما هو نفس الامر بالنسبة لجماعة تاويالت كما ان هناك طبيب عام ينتقل بين اسكاون وتاويالت كما يمكن اعتبار تواجده باحد المركزين الصحيين شبه منعدم والله على ما نقول وكيل بالاظافة الى ممرضة ومولدة في نفس الان بكل مركز صحي ويكن اعتبار تواجدهما الدائم بالمركزين من سابع المستحيلات الا ان الممرض المحنك الذي مكث بالمركز مند مجيئه في سبعينيات القرن الماضي و الذي يعرف خبايا الامور يققوم بما يستطيع لحل بعض مشاكل المواطنات و المواطنين المتوافدين بشكل يومي على المركز الشيئ الذي ادى بهذا الممرض الى نيله ثقة السكان نظرا للخدمات الجليلة التي يقدمها وكذا تجربته الطويلة و معرفته الكبيرة بخصائص المنطقة و اهلها .
انطلاقا من هذه المعطيات يتضح جليا ان اسكاون في حاجة ماسة الى برنامج يتسم بالتخطيط و الترتيب المعقلن يعطي الاسبقية للاولويات  وابتكار الحلول فيما يخص تدخل الادارة المعنية و ايجاد الموارد المادية الضرورية فالبرنامج المنتظر يجب قطعا ان يكون مندمجا و خاضعا لتنظيم صارم و اجال زمني معقول
و مما يعطينا فسحة  لامال عريضة و طموحات مشروعة الاستئناف الوشيك لنشاط منجم زكوندر الغني بمعدن الفضة واكتشاف مناجم جديدة بالاظافة الى الشروع في تعبيد الطرق الرابطة بين اسكاون واوزيوة و الطريق الرابطة بين اسكاون و تاويالت هذه المستجدات تمثل انفتاحا صريحا على مستقبل واعد و افضل خاصة اذا علمنا ان المنطقة التي تمتد شمالا الى اكويم وشرقا في اتجاه تازناخت  و ورززات وغربا نحو الاطلس الكبير وجنوبا نحو تارودانت كما ان المنطقة تضم غابتين مهمتين هما امقسو و اكندي وتزخر ايضا باعشاب طبية مختلفة كما تتوفر المنطقة ايضا على امكانيات ضخمة فيما يخص الزراعة كالزعفران او ما يصطلح عليه الذهب الاحمر و الصوصبان والأشجار المثمرة كاللوز والجوز والتفاح والخروب ...
هذا الغنى فيما يخص التربة الخصبة يحتم تطوير التقنيات الزراعية و استعمال الاسمدة غير الملوثة للمحافظة على البيئة النظيفة المميزة للمنطقة ويلزم المصالح المختصة اي وزارة الفلاحة عبر مندوبيتها بمقر عمالة اقليم تارودانت والمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي لكي تعمل دورها بشكل تام كما يلزم بان تحمي المجال الرعو و الغابوي اللذان يتعرضان لاستنزاف مؤسف ومؤذ ... وان استغلت هذه القدرات الهائلة عبر برامج هادفة في اطار برامج ومخططات التنمية البشرية والسوسيو اقتصادية فان اسكاون ستصبح سريعا عاملا وراقعة حاسمين للدفع بعجلة التنمية وتسريع الاقلاع الاقتصادي المحلي والجهوي مما سينعكس حتما على الاقتصاد الوطني الذي – منذ عشر سنوات – بدا يلتمس الطريق الامثل لتحقيق حلم دخول المغرب العزيز لنادي الدول المتقدمة .... ومما يؤكد هذا المعطى لابد من الاشارة لعامل مهم وحيوي وحاسم وهو الاستقرار الذي تتمتع به المملكة الشريفة والتقدم المسجل على مستوى السير الحثيث نحو بناء دولة المؤسسات والحق والقانون وتحديث الترسانة القانونية والحرية في مختلف اوجهها التي اصبحت مكسبا لا رجعة فيه كما ان الزائر الاجنبي لايفتا يلاحظ بإعجاب بلدا يسير الى الامام بإرادة قوية  بلدا هو عبارة عن ورش مفتوح للمشاريع الضخمة الكفيلة بالدفع بالمغرب نحو مستقبل مشرق لا يمكن ان نقول بانه يستحقه ....
واسكاون حلقة صغيرة لكنها مهمة في التوجه بثبات نحو التقدم والازدهار
ان التركيز على القدرات التى تزخر بها المنطقة, وبل تنفرد ببعضها يمكن ان تكون سبيلا الى تغيير جدري وايجابي الى ابعد الحدود على مستوى عيش الساكنة ان تم الالمام بهذه القدرات سواء على الصعيد الفلاحي (الزعفران – الصوصبان – الاشجار المثمرة بكل انواعها : التين الهندي او الشوكي واللوز  والتفاح – انتاج العسل الطبيعي ...) او تربية المواشي وكذلك التنقيب عن المياه سواء لهدف السقي او انتاج الماء الشروب , او المجال السياحي ( السياحة الجبلية – الرحلات المنظمة على متن الدراجات الهوائية او النارية او على ظهر الاحصنة والدواب –القنص – صيد الاسماك : السدين الموجودين غير بعيدين عن اسكاون – استكشاف المنطقة بواسطة سيارات الدفع الرباعي ) وعلى مستوى الرياضة (تنظيم ماراطون سنوي وعلى نفس المنوال تنظيم نصف ماراطون سنوي, ودورة للعدو الريفي ومسابقات اخرى يمكن ابتكارها ....) واذا تظافرت الجهود المخلصة والنوايا الحسنة لأبناء مطقتنا يصبح مثلا ممكنا احداث مهرجان يمتد لثلاثة او اربعة ايام وليكن  متزامنا مع احتفالات عيد العرش ( الاسبوع الاخير لشهر  يوليوز من كل سنة) مما سينعكس على الرواج التجاري والاقتصادي وسيتيح الفرصة لاحياء صلة الرحم مع الثراث المحلي او الجهوي ومع الفنون والحرف التي تميز منطقتنا ويدخل في صميم هوية المنطقة التي تطرب جذورها في اعماق التاريخ... ان هذا التصور الايجابي لما يجب ان يكون في المستقبل المنظور لا جدال في انه سيمثل فرصة ذهبية لاشعاع اسكاون ان على المستوى الجهوي او الوطني او الاقليمي نظرا لموقعه الجد مهم وحساس اذ يقع في منتصف مثلث او قاعدة مثلث استراتيجي على المستوى الجغرافي فشرقا تقع ورزازات المدينة الواعدة وشمالا توجد مراكش الحمراء المدينة الفاعلة على كل المستويات وغربا تقع مدينتين جد مهمتين تطلان على المحيط الاطلسي وتضطلعان بدور حيوي على المستوى الوطني وجنوبا يبدا العمق الاستراتيجي للمملكة المغربية والمقصود هنا الصحراء المغربية (الساقية والوادي) ثم موريتانيا وباقي دول القارة السمراء مستقبل الكوكب الازرق 

التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة منطقة اسكاون وتاويالت نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

الدعم

توزنت. يتم التشغيل بواسطة Blogger.

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

أرشيف المدونة

جميع الحقوق محفوظة © منطقة اسكاون وتاويالت
تصميم و تطوير:اتلاغ الحسين
اسكاون وتاويالت © 2014