هل أنا أنا وأنت أنت

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هل أنا أنا وأنت أنت !🎐

قد سرقتنا وسائل التواصل ، ونهبتنا ثقافته ، فما عدت أنا أنا !

ولا أصبح صاحبي هو هو !

صارت الحياة معلومات تنطح وكلمات تترنح !

صار وقتي لا قيمة له وأنا أقلب صفحات المواقع خادعا نفسي بأني أبحث عن مسألة أحررها أو قضية أحققها !

صارت أناملي لا تصبر عن الشاشات ، وتجد للحركة لذة !
🎐

وبت أقدس البعيد ، وأهمل القريب ، وأضحك للغيب، وأبكي من الشهادة !

أفر إلى المواقع كفرار العاشق الولهان لمعشوقته بعد أن طال هجره وشحطت به الديار وبعد المزار !

فهل أنا أنا وأنت أنت ؟!

كنت قبل أن أدخل هذا العالم أعتكف على الكتاب اعتكاف المحب الدنف ، والتزمه إلتزام الغريم ، وأقلب صفحاته برفق كرفق الأساة وأنظر إلى فهارسه ومقدماته وأتأمل محتواه !

واليوم عاد الكتاب عندي حزيناً مركوماً مهملاً كأنه قد أذنب ذنبا لا يُغتفر وجنى جناية لا عفو معها ولا صفح !

فهل أنا أنا وأنت أنت ؟!🎐

كنت إذا أقبلت على المصحف أقبل عليه إقبال الخاشع المحب الذي يترنم بالآيات ويتغنى بالسور ليأخذ العظات والعبر !

واليوم أصبحت أنظر إليه خلسة على استحياء ، وتعودت تلك النظرة العجلى كأنها حسو الطائر ، فضلا عن التدبر والتأمل واستدرار الخواطر !

هل أنا انا وأنت أنت ؟!🎐

كنت حريصاً على اقتناص الفوائد من مجالس الأشياخ ، وعلى صيد الفرائد في مجامع الأكابر مع المثافنة والمواجهة والمذاكرة عندما كنت أحمل الدفاتر وأدون الفوائد !

واليوم عاد جوالي دفتري لأني أسجل فيه من العلم ما أريد أخادع فيه نفسي !

ما عدت أنا أنا ولا أنت أنت !
قد تبدل طعم الحياة وتغير ، وفسد معينها وتكدر !
فكيف الخلاص من هذه المحنة التي نشبت بأظفارها ، ومحقت الفكر والوقت محقا شديدا ، وأماتت أخلاقنا موتا ذريعا !

لنعد كما كنا مخلصين في الطلب ؛ نلتمس البركة من أكابرنا وأشياخنا ، فهم المعين الصافي الذي يعيد لنا ذاك الجمال الذي شوهته وسائل التواصل وأخفت بريقه !

ولنجعل لحياتنا نصيباً من العمل نبتغي به وجه الله لا لهثاً لرضى المتابعين وسراق الأوقات !

أسأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً ...
التصنيف :
هام : هذا الموضوع ضمن تصنيفات المدونة منطقة اسكاون وتاويالت نشكرك للمتابعة . يمكنك نقل الموضوع من المدونة لكن بشرط يجب ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي قبل نقل أي موضوعالمرجوا زيارة صفحة الخصوصية
نسخ الرابط
نسخ للمواقع

0 التعليقات:

الدعم

توزنت. يتم التشغيل بواسطة Blogger.
جميع الحقوق محفوظة © منطقة اسكاون وتاويالت
تصميم و تطوير:اتلاغ الحسين
اسكاون وتاويالت © 2014