فنان من منطقتناااا

الطيب زروق الفنان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لولا الإعلام لما عرفنا الكثير من الكتاب والمخترعين والفنانين.ومن رضي عليه العالم الغربي يظهرونه على أنه العالم الفد والمخترع الكبير والمنقد من الجهل والتخلف.ومن غضب عليه يتجاهلونه ويتركونه للنسيان يصارع الظروف القاهرة والمضطربة.حقيقة الإعلام سلاح ذو حدين يمكن ان ينفع أو أن يضر في نفس الوقت .ويمكنه أن يقود هجوما شرسا من دون أسلحة تقليدية.وينتصر في كثير من الأحيان بفضل الشائعات والحقائق المغلوطة .ويمكنه أن يتحكم في الناس كيفما شاء ،فهو ينقل ما يريد أن يراه الناس فقط وليس دائما الحقيقة الكاملة.وإذا لم نهتم بهذا الميدان بأنفسنا فسنبقى دائما دمية في أيدي آخرين.
الطيب زروف إسم قد لا يعرفه كثير من الناس ولم يسمع عنه كما لم يسمع حتى بمدينة ورزازات.من مواليد 1965 ينحدر من منطقة أسكاون بتلوين إقليم تارودانت تابع دراسته العلمية الثانوية بمدينة ورزازات.والتحق بالمدرسة التقنية شعبة الهندسة المعمارية بعد الباكلوريا.ليعمل بالقطاع الخاص لمدة أربع سنوات ليستقر بمركزصيانة وتوضيف التراث المعماري المجود داخل قصبة تاوريرت .وساعده هذا الإيطار كي يطور مهاراته وموهبته .فإذا كان الفن معناه هو الخلق والإبداع والإبتكارفالطيب زروق يستحق هذا اللقب بامتياز.موهبته في النحت والنقش والرسم خلقت معه مند الصغر ولم يكتسبها من أي تكوين أكاديمي ،لكون الإقليم يفتقر إليه .كان مولعا بعجينة الوحل والجبس مند عقده الأول ويبتكر من خلال احتكاكه بالمادة أشكالا ولوحات رائعة.وشكلت بيئة القصبات المنتشرة في المنطقة الجنوبية مجالا خصبا كي يستوحي منه أداءه الفريد من نوعه.حيث يجلب ألواحا من الأحجار الكلسية من إميني ،منطقة تبعد حوالي 50كلم عن ورزازات.ليحولها إلى تحفة فريدة .تحف تدون و تختزن المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة والمهددة بالزوال.
أعماله فيها ما هو تجريدي وواقعي .إلا أنها تصب في موضوع واحد وهو الثرات الثقافي المحلي.ينقش من ألواح الحجر أشكال قصور و قصبات بأزقتها وأبوابها ومناظر بانورامية لدواوير جبلية وواحات. ويضفي على هذه اللوحات ألوان متناسقة مع لون الطبيعة ولون التراب الذي تبنى به القصبات.ويأخد ألوانه من مواد طبيعية كالنباتات والأتربة. ويعتمد نحته على تقنية البروز المنخفض التي تجمع بين النحت ورسم الأبعاد الثلاثية. له لمسته الخاصة التي تميزه عن فنانين آخرين في الإقليم.وذلك باعتراف اساتدة مهمين في مجال الفن التشكيلي.وتعتبر مناسبة اليوم العالمي للتراث الفرصة الوحيدة كي يعرض أعماله بمركز صيانة وتوظيف الثرات المعماري بورزازات.إمكاناته الفردية تحد من حركيته ويحتاج لمن يدعمه كي يشتهر على الصعيد الوطني والدولي.
الفنان طيب زروق إذا فنان موهوب إعتمد على نفسه لتطوير موهبته مما حمله كثيرا من العناء.كان سيتفاداها لو خضع لتكوين أكاديمي.وحاليا لو توفرت له الظروف المناسبة لأصبح ذو شأن عظيم.